بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على محمد و آل محمد و عجل فرج محمد و آل محمد
(سوية للنهوض)
مؤلم أن ترى بلدان العالم تحث الخطى تلو الخطى في طريق نهضتها و ترتقي يوماً بعد يوم تبحث لنفسها عن مكانة مرموقة و مستوى رفيع في صدارة الأمم المتقدمة و ترانا نخوض في أوحال التخلف و في دياجير الظلام…
مؤلم أن ترى الأمم الأخرى قد تركت مصادر خلافاتها وجعلت من فسيفساء مكوناتها عاملا للتكامل و مصدر للتنوع من أجل البناء و ترانا فرقنا عامل التنوع و كان مصدراً يشغلنا عن البناء و بات سبباً للهدم و التأخير…
مؤلم أن تقلب القنوات الفضائية و تشاهد هاهنا أعمار و هناك ناطحات سحاب و هنا مشروع ديني و هناك مهرجانات إسلامية و ثقافية و هنا و هناك صناعة و زراعة و تكنولوجيا معلومات و … و … و ترى قنواتنا قتل و دماء و الكل عراقيين أصلاء لكنه الشيطان الذي نزغ بينهم … و حكمة قديمة تقول أن الشجاع هو الذي يستنبت من آلام و جراحات الماضي طاقة يوظفها لبناء حاضره و مستقبله …
مؤلم أن ترى الجنون الذي نعيشه فعجلة الموت الدائرة تزهق الأرواح ليل نهار لا تفرق بين مذهب أو طائفة أو قومية أو دين، فحرب مجنونة دائرة رحاها تسحق الجميع ليخسر الجميع من أجل اللاشيء …
معلوم لدى الجميع أن الإبداع و التخطيط للنهوض و العمل من أجله يحتاج إلى نفسية مستقرة و جو من الصفاء و الأمن و الاستقرار و هذا ما لا يمكن أن يتوفر عندما يتعالى صوت الرصاص و تسمع قرقعة السلاح و عليه فأن هذا الجنون هو سبب للاستمرار بهذا التخلف و التأخر الحضاري و الضياع و البقاء في نهاية قافلة العالم المتقدم …
و كلمات الحق تستصرخ المؤمنون في العالم بأجمعه و ليس في عراق الخير فقط للانضمام لها و ليستنبتوا من آلام الواقع و جراحاته و طاقته لبناء مجتمع عالمي واعي كل فرد من محل عمله و لنجعل من الفسيفساء الدينية و الأخلاقية عاملاً للتكامل من أجل البناء …
فكلمات الحق تستصرخ الجميع لبناء مجتمع متقدم .. التوعية الدينية و الأخلاقية هي الرائدة فيه و المثقفون من عشاقها هم مداد لنهضتها فلنضع يداً بيد نحو النهوض من أجل مجتمع متقدم واحد … و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أخوكم سيد حسام الصراف الحسيني::::::::::::::*****:::::::::::::::